تركز نظرية الحجاج بشكل خاصّ على دراسة الفعاليّة الحجاجية اللغوية والاجتماعية، وتعتبر واحدة من الفعاليّات العقلانية التي تسعى إلى دحض آراء المعترض العاقل وإقناعه بما هو مقبول من الآراء المعارضة له، من خلال طرح عدد من القضايا التي تثبت للمعترض أو تنفي ما ورد حول هذا الرأي من قضايا.
النمط الحجاجيتُبنى نظرية الحجاج على إنشاء النص الحجاجي من البرهنة باعتبارها منطلقاً استراتيجياً لذلك، وتبدأ خطوات بناء النص الحجاجي بتوظيف جميع العمليّات العقليّة التي تحفّز الفكر على الانتقال من قضية إلى أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ النص الحجاجي يستند إلى ما يسمّى بالاستقراء، والقياس، والاستدلال الجدليّ، والسببيّ في آن واحد لاستنباط الأفكار المقنعة وإقناع المعترض بها تماماً.
بالتفصيل؛ فإنّ الاستقراء هو عبارة عن إحدى العمليات العقليّة التي تأخذ بفكر الإنسان من حيّز التخصيص إلى التعميم، وأخيراً تقوده إلى استنباط الأفكار بشكل كليّ واستخلاصها، أمّا القياس فعلى العكس تماماً فهو الأخذ بالفكر من حيّز التعميم وتخصيصه لاستخراج أفكار جزئيّة.
أمّا الاستدلال بشقّيه، فيعتبر الأول بمثابة حركة فكرية تتولّى مسؤوليّة نقل الأطروحة إلى نقيض النقيض، أمّا السببي فيكمن دورها بإيجاد رابط وثيق بين الأسباب والمسبّبات.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الأنماط الحجاجية تنقسم إلى نمطين، وهما:
يمتاز النمط الحجاجي بعدد من الخصائص التي ينفرد بها عن غيره من الأنماط، ويعتبر هذا النمط بمثابة حجة لإبطال الآراء الأخرى وبالتالي إثبات ذلك بالدليل القطعي، ويسعى جاهداً إلى تغيير اعتقاد المعترض، ومن بين خصائصه:
المقالات المتعلقة بخصائص النمط الحجاجي